Thursday, 29 January 2015

ملخّصات دروس الجغرافيا: السنة التاسعة أساسي - 9. تنميّة التجارة الخارجيّة




البلاد التونسيّة9. تنميّة التجارة الخارجيّة

ملخّصات دروس الجغرافيا
 السنة التاسعة من التعليم أساسي

أستخلص:
سهر ت الدولة منذ الستينات على تطوير البنية الأساسيّة: 
  • إنشاء موانئ جديدة وشبكة من المطارات الدوليّة.
  • مد شبكة من الطرقات المعبّدة تتكوّن من محاور رئيسيّة: محور ساحلي يربط كل مناطق الساحل الشرقي ومحاور متقاطعة تتّجه من المدن الساحليّة الكبرى نحو الأقاليم الغربية. 
  • طوير محدود لشبكة النقل الحديدي التي تشبه في هيكلتها شبكة الطرقات.
  • إحداث صناديق للنهوض بالصادرات وذلك في نطاق سياسة الانفتاح على السوق العالميّة.
* ساهمت كل هذه المجهودات في تطوّر التجارة الخارجيّة.

- عرفت التجارة الخارجيّة التونسيّة نموّا هاما في قيمة الصادرات والواردات منذ بداية التسعينات:
  • تساهم صناعة النسيج والملابس إلى جانب الصناعات الميكانيكيّة والكهربائيّة بالنصيب الأوفر من مجموع الصادرات.
  • تحتلّ المواد المصنّعة 80% من مجموع الواردات.
- تفوق قيمة الواردات على قيمة الصادرات نتج عنه عجز الميزان التجاري بلغت قيمه 3,9 مليار دولار سنة 2005.

- يعتبر الاتحاد الأوروبي أول شريك تجاري للبلاد التونسيّة بنسبة 81,8% من صادراتها و77,7% من وارداتها سنة 2005 في حين تكون النسب ضعيفة مع بقيّة أنحاء العالم.

تتمّ 95% من المبادلات التجاريّة التونسيّة انطلاقا من الموانئ التجاريّة أهمّها ميناء رادس الذي يضمن 22% من المبادلات التجاريّة مع الخارج.

* تواجه التجارة الخارجيّة التونسيّة عدّة صعوبات مرتبطة بارتفاع أسعار المواد المستوردة وخاصة منها مواد الطاقة.
      إن وضع تعليقك (أسفل الصفحة) لشكرنا أو لنقدنا يفرحنا كثيرا. ونرجوا منك أن تساهم في نشر كل موضوع ترى أنه أفادك وذلك بالنقر على الزر Partager  (أعلى الصفحة) حتى تعم الفائدة على أصدقائك.

      ملخّصات دروس التاريخ: السنة التاسعة أساسي - 9. الحركة الوطنيّة التونسيّة من 1945 إلى 1956



      9. الحركة الوطنيّة التونسيّة من 1945 إلى 1956

      ملخّصات دروس التاريخ
       السنة التاسعة من التعليم أساسي

      أستخلص:
        نجمت عن الحرب العالميّة الثانيّة ظرفيّة ملائمة لنضج الحركة الوطنيّة التونسيّة حيث تفاقمت الاختلالات الاقتصاديّة والاجتماعيّة على المستوى الداخلي. أمّا على المستوى الخارجي فقد تراجعت مكانة القوى الاستعماريّة التقليديّة وتبيّنت منظمة الأمم المتحدة مبدأ حق الشعوب في تقرير المصير. ساعدت هذه الظرفيّة على تضافر نضال القوى الوطنيّة لخوض معركة التحرير والظفر بالاستقلال.

        I- تضافر القوى الوطنية:
        1- تكثيف النشاط في الداخل:
        سعى الوطنيون إلى توحيد صفوفهم فشكلوا "جبهة وطنية" وعقودا في 23 أوت 1946 مؤتمرا عرف باسم مؤتمر ليلة القدر شاركت فيه كل القوى الوطنية وخاصة الحزب الحر الدستوري الجديد والحزب الحر الدستوري القديم إلى جانب المنظمات الوطنيّة... أجمع الوطنيون على المطالبة بالاستقلال. خاص الوطنيون نضالات عديدة من خلال الإضرابات التي اكتست أحيانا طابعا سياسيّا مثل إضرابات التجار في جوان 1947 وأفريل 1954 احتجاجا على السياسة الجبائيّة، الإضراب العام الذي قرّره الاتحاد العام التونسي للشغل في 4 أوت 1947، إضرابات عمال الضيعات الفلاحية الاستعمارية (سوق الخميس في ديسمبر 1949 والنفيضة في نوفمبر 1950) وإضرابات طلبة جامع الزيتونة سنتي 1950 و1951 بالخصوص.

        2- البحث عن المساندة الخارجية والعمل على تدويل المسألة التونسيّة:
        إثر قيام جامعة الدول العربيّة في مارس 1945 بالقاهرة، التحق بها عدد من الزعماء الوطنيين مثل الحبيب بورقيبة، الحبيب ثامر (عن الحزب الجديد)، محي الدين القليبي (عن الحزب القديم) للتعريف بالمسألة التونسية كما عرف بها جلولي فارس في باريس يوم 19 جانفي 1948 تاريخ انعقاد مؤتمر شعوب أوروبا وآسيا وافريقيا... أمّا فرحات حشاد (عن الاتحاد العام التونسي للشغل) فقد دعا من جانبه المنظمات النقابيّة الأمريكيّة للتضامن مع كفاح الشعب التونسي.

        II- المقاومة المسلحة:
        1- أسبابها: 
        - تنكّر فرنسا لوعودها وفشل المفاوضات التونسيّة – الفرنسيّة.
        أعلن بورقيبة في أفريل 1950 عن برنامج يقتصر على المطالبة بالاستقلال الداخلي ممّا جعل الحكومة تتجاوب مع هذه المرونة وتعيّن مقيما عاما جديدا مهمّته تحقيق الحكم الذاتي لتونس تدريجيا فتشكلت حكومة تفاوضيّة في أوت 1950 لكن أمام تمسّك غلاة الاستعمار بامتيازاتهم فشلت المفاوضات وأعلنت فرنسا في مذكرة 15 ديسمبر 1951 عن تمسّكها بالسيادة المزدوجة وبقاء تونس مرتبطة بها إلى الأبد.

        - تصعيد القمع الاستعماري. 
        أمام تصاعد المد التحرري، عينت فرنسا مقيما عاما جديدا جان دي هوت كلوك منذ مطلع 1952 شدّد الخناق على الوطنيين: إيقافات، نفي، إعدامات، إغتيالات (فرحات حشاد، الهادي شاكر...) حملات تمشيطيّة في مختلف جهات البلاد، فرض الرقابة على الصحف... رغم سياسة التصلّب أكدّ الحزب الحرّ الدستوري الجديد "عزم الشعب التونسي بكلّ ما أوتي من قوّة لتحقيق مبادئ ميثاق الأمم المتحدة".

        2- مظاهرها:
        منذ جانفي 1952 ظهرت حركة المقاومة المسلّحة (الفلاقة كما يسميها البعض) ضمّت حوالي 3000 رجل، شنّت حرب عصابات ضدّ السلط الفرنسيّة وضدّ الموالين لها. تميّزت الحركة بتنظيمها المحكم خاضت عدّة معارك مثل معركتي جبل اشكل وجبل عرباطة...

        III- من الحكم الذاتي إلى الاستقلال التام: 
        * صمد الشعب التونسي أمام سياسة القمع الفرنسيّة خاصة وأنّ فرنسا كانت تمرّ بمصاعب عديدة في مستعمراتها ممّا جعل رئيس حكومتها منداس فرانس يعلن في 31 جويلية 1954 استعداد فرنسا منح تونس الاستقلال الداخلي فتشكّلت حكومة تونسيّة تفاوضيّة جديدة برئاسة الطاهر بن عمار شارك فيها الحزب الحرّ الدستوري التونسي وتوّجت المفاوضات يوم 3 جوان 1955 بإمضاء اتفاقيات الحكم الذاتي.

        * اعتبر معظم الوطنيين أنّ الاستقلال الداخلي خطوة أولى نحو الاستقلال التام ومع تواصل صمود الشعب وحصول المغرب على استقلاله وتصعيد المقاومة الجزائريّة أجبرت فرنسا على الدخول في مفاوضات جديدة مع تونس توّجت بإبرام بروتوكول الاستقلال في 20 مارس 1956. 

        كان الاستقلال ثمرة كفاح أجيال من التونسيين شاركت فيه مختلف فئات المجتمع وكافة الأطراف الوطنية.
            إن وضع تعليقك (أسفل الصفحة) لشكرنا أو لنقدنا يفرحنا كثيرا. ونرجوا منك أن تساهم في نشر كل موضوع ترى أنه أفادك وذلك بالنقر على الزر Partager  (أعلى الصفحة) حتى تعم الفائدة على أصدقائك.
            عودة إلى صفحة: ملخّصات دروس التاريخ للسنة التاسعة أساسي

            ملخّصات دروس التاريخ: السنة الأولى ثانوي - 18. بناء الدولة العصريّة وتحديث المجتمع



            18. بناء الدولة العصريّة وتحديث المجتمع

            ملخّصات دروس التاريخ
             السنة الأولى من التعليم الثانوي

            أدعّم مكتسباتي:
              واصلت الدولة العصريّة في تونس بعد 1956 جهود استكمال السيادة وتحديث الأجهزة السياسيّة والمجتمع وسعت إلى جعل الجهاز الاقتصادي في خدمة هذه الجهود.

              * تركّزت الإجراءات السياسيّة على إقرار نظام جمهوري رئاسي خلفا لنظام البايات بإعلان الجمهوريّة وسنّ دستور تضمن إنشاء مؤسّسات عصريّة.

              * استوجب الاستقلال السياسي تونسة الإدارة ودواليب الدولة كما استوجب إقرار سياسة خارجيّة تونسيّة بعد أن كانت تابعة للديبلوماسيّة الفرنسيّة.

              * سعت الدولة التونسيّة إلى دعم الاستقلال بإجلاء القوات العسكريّة الفرنسيّة وتأميم الأراضي وتعصير نمط الملكيّة العقاريّة وإقرار إشراف الدولة على القطاعات والمؤسّسات الاقتصاديّة الحيويّة.

              * أحدثت الدولة الجديدة تنظيمات عصريّة في مختلف القطاعات اتّجهت إلى تغييرات جذريّة خاصة في مجالي تحرير المرأة ونشر التعليم.

              * استهدفت المخطّطات الاقتصاديّة المختلفة دعم جهود التحديث السياسي والاجتماعي. 

              * حقّقت المخطّطات التنمويّة حصيلة إيجابيّة برزت من خلال عدّة مظاهر على الرغم من ظهور بعض الصعوبات خاصة خلال الثمانينات. 
                      إن وضع تعليقك (أسفل الصفحة) لشكرنا أو لنقدنا يفرحنا كثيرا. ونرجوا منك أن تساهم في نشر كل موضوع ترى أنه أفادك وذلك بالنقر على الزر Partager  (أعلى الصفحة) حتى تعم الفائدة على أصدقائك.
                      عودة إلى صفحة: ملخّصات دروس التاريخ للسنة الأولى ثانوي

                      ملخّصات دروس التاريخ: السنة الأولى ثانوي - 17. التجربة التونسيّة في مقاومة الاستعمار الفرنسي



                      17. التجربة التونسيّة في مقاومة الاستعمار الفرنسي

                      ملخّصات دروس التاريخ
                       السنة الأولى من التعليم الثانوي

                      أدعّم مكتسباتي:
                        ارتبطت البلاد التونسية بفرنسا إثر الإمضاء على معاهدة باردو يوم 12 ماي 1881 وسرعان ما عملت فرنسا على تحويل هذه العلاقة من علاقة دولة محميّة إلى مستعمرة مباشرة.

                        * واجه التونسيون الاستعمار الفرنسي بطرق عديدة: فكانت المقاومة المسلّحة الشعبيّة التي وإن لم تصمد أمام فرنسا كثيرا إلاّ أنّها أكّدت الوعي بالانتماء إلى البلاد التونسيّة وجمعت بين شرائح عديدة من المجتمع التونسي.
                        تلت المقاومة المسلّحة مقاومة ثقافيّة ذات بعد توعوي مع بروز أولى الصحف وتكون جمعيّة الخلدونيّة وقدماء الصادقيّة وانضمّت إليها نخب حضرية صاغت مجموعة من المطالب الإصلاحيّة التي اندرجت في تواصل مع المدّ الإصلاحي الذي ظهر في تونس في أواخر القرن 19.

                        * أمام توضّح النتائج السلبيّة للاستعمار تبلورت حركة مطلبيّة ذات بعد سياسي جسمتها حركة الشباب التونسي التي حاولت أن تستفيد من التحركات الشعبيّة العفوية.

                        * مع العشرينات ظهر حزب سياسي منظّم ومدعّم ببرنامج مطالب واضحة حاول تجسيمها معتمدا على سياسة الوفود مع اللجوء إلى الجماهير بصورة عرضية.

                        * مع الثلاثينات بدأ العمل الوطني يدخل مرحلة تجذر مع الحزب الحرّ الدستوري الجديد الذي ظهر في مارس 1934 والذي اعتمد طريقة نضالية جديدة تقوم على إدماج الجماهير في النضال الوطني دون أن يغيّر جوهريا في برنامج المطالب.

                        * خلال الحرب العالمية الثانية تواصل العمل الوطني وانتعش مع صعود المنصف باي للسلطة وقد تميّز هذا الباي بوطنيته ممّا أعطى دفعا جديدا للعمل الوطني بالتصالح بين العرش والشعب.

                        * إثر الحرب العالميّة الثانية ستعرف الحركة الوطنيّة تحوّلات عميقة مستفيدة من التجارب الماضية ومن المناخ العالمي الجديد المناهض للاستعمار. فيتوحّد الصفّ التونسي ويتبلور مطلب الاستقلال وتتنوّع طرق العمل بانضامم شرائح اجتماعيّة جديدة وبتلاحم النضال السياسي والنقابي والثقافي بالعمل على تدويل القضيّة التونسيّة.

                        * تميّزت التجربة التونسيّة في مواجهة الاستعمار بحداثيتها وجماهريتها وبرغماتيتها. 

                        * تحقق الاستقلال التام في 20 مارس 1956 بعد 75 سنة من الوجود الفرنسي في تونس لتبدأ مرحلة جديدة مرحلة تحديث المجتمع وبناء الدولة واستكمال السيادة تجسيما للمشروع الوطني.
                                إن وضع تعليقك (أسفل الصفحة) لشكرنا أو لنقدنا يفرحنا كثيرا. ونرجوا منك أن تساهم في نشر كل موضوع ترى أنه أفادك وذلك بالنقر على الزر Partager  (أعلى الصفحة) حتى تعم الفائدة على أصدقائك.
                                عودة إلى صفحة: ملخّصات دروس التاريخ للسنة الأولى ثانوي

                                Wednesday, 28 January 2015

                                ملخّصات دروس التاريخ: السنة الأولى ثانوي - 16. الفكر الإصلاحي بالبلاد التونسيّة في القرن التاسع عشر



                                16. إضاءات حول تاريخ تونس في العصر الحديث: الفكر الإصلاحي بالبلاد التونسيّة في القرن التاسع عشر

                                ملخّصات دروس التاريخ
                                 السنة الأولى من التعليم الثانوي

                                أدعّم مكتسباتي:
                                  واجهت الإيالة التونسيّة - مثل بقيّة العالم الإسلامي - أخطار التحديّات الأوروبيّة منذ نهاية القرن الثامن عشر بسبب ما أصبحت تشهده من تأخّر بالمقارنة مع ما كانت تعيشه أوروبا من تقدّم ونهضة على جميع الأصعدة.

                                  * مثّلت التحديّات الأوروبيّة إلى جانب عوامل أخرى، عاملا مساعدا لظهرو مبادرات إصلاحية في عدّة بقاع من العالم الإسلامي ومنها مصر في عهد محمد علي باشا والدولة العثمانيّة وخاصة في عهد السلطان عبد المجيد الأول وإلى ظهور فكر إصلاحي بهدف النهوض بشعوبة.

                                  * مثلت إصلاحات أحمد باي (1837-1855) العسكريّة والاجتماعيّة في البلاد التونسيّة البوادر الأولى لمسار إصلاحي ما انفك يتعمق وينضج خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر.

                                  * وكان لبروز تيار إصلاحي داخل البلاط الحسيني، وفي أوساط العلماء المتنورين الدور الريادي في تجسيد بعض الأفكار الإصلاحيّة الهادفة إلى النهوض بالأمّة الإسلاميّة اقتداء في ذلك بالمثال الأوروبي.

                                  * تركّز اهتمام رجال الإصلاح خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر على تطوير النظام السياسي للحدّ من الحكم المطلق ومن أجل إرساء مبادئ الحريّة والعدالة، وهو ما هدف إليه إصدار كل من قانون عهد الأمان ودستور 1861 إضافة إلى عديد الإصلاحات الأخرى التي شملت بالخصوص التعليم ببعث المدرسيّة الصادقية بعد أن أغلقت المدرسة الحربيّة بباردو وهي أوّل نواة للتعليم العصري بالبلاد التونسيّة لكن هذه الإصلاحات على الرغم من أهمّيتها لم تمنع ظهور أزمات أدّت إلى انتصاب الحماية الفرنسيّة بتونس.
                                          إن وضع تعليقك (أسفل الصفحة) لشكرنا أو لنقدنا يفرحنا كثيرا. ونرجوا منك أن تساهم في نشر كل موضوع ترى أنه أفادك وذلك بالنقر على الزر Partager  (أعلى الصفحة) حتى تعم الفائدة على أصدقائك.
                                          عودة إلى صفحة: ملخّصات دروس التاريخ للسنة الأولى ثانوي

                                          Monday, 26 January 2015

                                          ملخّصات دروس التربية المدنيّة: السنة التاسعة أساسي - 8. حريّة الرأي والتعبير



                                          8. حريّة الرأي والتعبير

                                          ملخّصات دروس التربية المدنيّة
                                           السنة التاسعة من التعليم أساسي

                                          أبني استنتاجا:
                                            * في المجتمعات التي تسود فيها قيم المواطنة، توجد حريّات أساسيّة تكون ممارستها محميّة بالقوانين.

                                            * في قائمة الحريّات ترتقي "حريّة الرأي والتعبير" إلى مرتبة أساسيّة وتعني حقّ كافة المواطنين في ممارسة التفكير الحرّ واعتناق الآراء دون ضغط، والتعبير بحريّة عن الآراء والمواقف ونشرها عبر أشكال التعبير ووسائله المختلفة والقانونيّة.

                                            * تشمل حريّة التعبير بصفة خاصة مناقشة ونقد السياسات والتصرّفات الإداريّة والماليّة والنشاطات الاقتصاديّة والاجتماعيّة والثقافيّة...

                                            * يمكن أن تتعرض حريّة الرأي والتعبير لاعتداء أو قمع أو عرقلة من جهات مختلفة. تواجه تلك الأعمال غير الشرعية بأحكام القانون وحسب وعي المواطنين ودرجة تشبثهم بحقوقهم.

                                            * تضمن حريّة الرأي والتعبير للمواطنين القدرة على مناقشة قضاياهم ومعالجة المشكلات التي تهمّ مجتمعهم قصد تحقيق مصالحهم وتأمين حقوقهم بطريقة سلميّة.

                                            * إنّ حوار الأفكار بين المواطنين يجعلهم يحترمون بعضهم البعض وتشيع بينهم حالة من التوافق والتسامح تجاه تنوّع أفكارهم ورؤاهم ويفتح أمام مثقفيهم ومبدعيهم فضاءات التجديد والإبداع.

                                            * تنتهي حريّة الرأي والتعبير عندما تبدأ حريّة الآخرين وما تتطلبه من احترام لأشخاصهم واختياراتهم وأفكارهم ومعتقداتهم.
                                                  إن وضع تعليقك (أسفل الصفحة) لشكرنا أو لنقدنا يفرحنا كثيرا. ونرجوا منك أن تساهم في نشر كل موضوع ترى أنه أفادك وذلك بالنقر على الزر Partager  (أعلى الصفحة) حتى تعم الفائدة على أصدقائك.
                                                  عودة إلى صفحة: ملخّصات دروس التربية المدنيّة للسنة التاسعة أساسي

                                                  ملخّصات دروس الجغرافيا: السنة التاسعة أساسي - 8. البلاد التونسيّة: التنمية السياحيّة




                                                  البلاد التونسيّة8. التنمية السياحيّة

                                                  ملخّصات دروس الجغرافيا
                                                   السنة التاسعة من التعليم أساسي

                                                  أستخلص:
                                                  عرف المجال السياحي منذ بداية الستينات نموّا مطردا وتعتبر الدولة طرفا رئيسيّا في هذا المجال ومنذ السبعينات فسح المجال أمام جميع مصادر الاسثتمار من محليّة خاصة وبنكيّة وأجنبيّة.

                                                  * المؤهلات: تتمتّع البلاد التونسيّة بتراث ثريّ (طبيعي وغير طبيعي).

                                                  * تختصّ السياحة التونسيّة بالتركز المفرط على الساحل الشرقي والارتباط بالسوق الأوروبيّة رغم تطوّر السياحة العربيّة وبهيمنة الطابع الجماهيري وبقصر مدّة الإقامة. 

                                                  * تتباين انعكاسات السياحة على المجال والاقتصاد. 
                                                  - الإنعكاسات المجاليّة:

                                                  • تحسين البنية التحتيّة من موانئ وطرقات...
                                                  • تفاقم تعرية سواحل البلاد التونسيّة.

                                                  - الانعكاسات الاقتصادية:

                                                  •  منافسة الفلاحة في استخدام الأرض والماء.

                                                  توفير العملة الصعبة والمساهمة في تغطية عجز الميزان التجاري وتنشيط القطاعات الاقتصاديّة الأخرى.
                                                      إن وضع تعليقك (أسفل الصفحة) لشكرنا أو لنقدنا يفرحنا كثيرا. ونرجوا منك أن تساهم في نشر كل موضوع ترى أنه أفادك وذلك بالنقر على الزر Partager  (أعلى الصفحة) حتى تعم الفائدة على أصدقائك.

                                                      ملخّصات دروس التاريخ: السنة التاسعة أساسي - 8. القضيّة الفلسطينيّة



                                                      8. القضيّة الفلسطينيّة

                                                      ملخّصات دروس التاريخ
                                                       السنة التاسعة من التعليم أساسي

                                                      أستخلص:
                                                        نشأت الحركة الصهيونيّة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر واستغلّت تحالفها مع القوى الاستعماريّة لتتّخذ من فلسطين وطنا قوميّا لليهود ويتجلّى ذلك من خلال وعد بلفور وسياسة الانتداب التي سهلت سبل هجرة اليهود نحو فلسطين. قاوم الفلسطينيون هذا الاستعمار الاستيطاني ومرت المقاومة بعدة أطوار منذ الحرب العالميّة الثانية إلى سنة 1993 تاريخ إمضاء اتفاقية أوسلو.

                                                        I- تطور الأوضاع بفلسطين من 1945 إلى 1948:
                                                        1- استفادة الحركة الصهيونية من ظرفية ما بعد الحرب العالمية الثانية:
                                                        نجح الصهاينة في كسب تأييد الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية مستغلين استنكار الرأي العام العالمي للسياسة النازية إزاءهم وكونوا عصابات مسلحة مثل "الهاغانا" و"شتيرن" التي قامت بعدة أعمال إرهابية ضد العرب. كما تكثفت هجرة اليهود نحو فلسطين.

                                                        2- قرار التقسيم وتأسيس الكيان الصهيوني:
                                                        في سنة 1947 وبينما كانت المواجهة على أشدها بين عرب فلسطين والمنظمات اليهودية أعلنت بريطانيا عزمها على إنهاء الانتداب على فلسطين وعرضت الأمر على منظمة الأمم المتحدة التي أصدرت في نوفمبر عام 1947 إقرارها القاضي بتقسيم فلسطين إلى 3 أجزاء: جزء لليهود (56% من المساحة) رغم أنهم لا يمثلون سوى 30% من السكان وجزء للعرب (43% من المساحة) بينما أبقت على مدينة القدس والأماكن المقدسة تحت إشراف أممي. رحب اليهود بقرار التقسيم واعتبروه سندا قانونيا للإعلان عن تأسيس دولتهم في 14 ماي 1948 في نفس اليوم الذي انسحبت فيه القوات البريطانية، بينما رفضه العرب واستعدوا للتصدي له وإحباطه.

                                                        3- الحرب العربية الإسرائيلية الأولى ونتائجها:
                                                        اندلعت الحرب في 15 ماي 1948 بمشاركة عدد من الدول العربية المجاورة (مصر، شرق الأردن، سوريا، لبنان والعراق) وأحرزت الجيوش العربية في البداية عدة انتصارات غير أن القوات الصهيونية تمكنت في النهاية من الانتصار بفضل الدعم الذي قدمته لها القوى الكبرى. أفضت هذه الحرب إلى نتائج خطيرة:

                                                        • مزيد توسّع دولة إسرائيل التي استحوذت على أراضي أوسع ممّا منحها قرار التقسيم.
                                                        • وضع قطاع غزّة تحت الإدارة المصريّة ومنح الضفّة الغربيّة إلى الأردن.
                                                        • وضع القدس تحت إدارة أردنية - إسرائيلية.
                                                        • تشريد الفلسطينيين الذين تحوّلوا إلى لاجئين في الدول العربيّة المجاورة.

                                                        كسبت إسرائيل مزيدا من الدعم الدولي مما شجعها على اتباع سياسة تقوم على طرد الفلسطينيين وتدعيم الاستيطان.

                                                        II- المقاومة الفلسطينية للكيان الصهيوني من 1948 إلى الثمانينات من القرن العشرين:
                                                        1- المقاومة من 1948 إلى منتصف الخمسينات:
                                                        ظلت المقاومة الفلسطينية إثر حرب 1948 مشتتة وذلك بسبب تشريد الفلسطينيين والاعتقاد بأن منظمة الأمم المتحدة ستحل القضية خاصة بعد أن أصدرت جمعيتها العامة القرار 149 القاضي بعودة المهاجرين. غير أن تصدي إسرائيل لهذا القرار دفع الفلسطينيين إلى المسك بزمام قضيتهم بأيديهم. وقد تزامن ذلك مع عدة أحداث عرفتها الساحة العربية دعمت هذا التوجه.

                                                        2- المقاومة من منتصف الخمسينات إلى أواخر السبعينات: 
                                                        تميّزت بخاصيتين أساسيتين:
                                                        * تأسيس الهياكل المشرفة على المقاومة:
                                                        كانت المقاومة محرومة من قيادة وطنية لذلك بادر الفلسطينيون بتكوين منظمات تشرف على المقاومة وتسيرها وكانت منظمة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" أول هذه المنظمات سنة 1957 ثم تلتها عدة منظمات أخرى وفي جانفي 1964 تأسست منظمة التحرير الفلسطينية بالقاهرة جمعت جل التنظيمات والفصائل المتواجدة آنذاك وتولى ياسر عرفات رئاستها سنة 1969.

                                                        * اعتماد الكفاح المسلح:
                                                        انطلقت الثورة المسلحة المنظمة سنة 1965 وتمثلت في عمليات فدائية داخل إسرائيل انطلاقا من قواعد الفدائيين بالأردن ولبنان وكذلك خارج فلسطين المحتلة، وقد تبلور هذا التوجه من خلال الميثاق الوطني لسنة 1968 الذي أكد أن هدف المقاومة هو تحرير كامل فلسطين والتصدي لوجود دولة إسرائيل وأن الوسيلة الوحيدة لتحقيق ذلك هي الكفاح المسلح.

                                                        3- الحصيلة السياسية لهذه المرحلة: 
                                                        * نجحت منظمة التحرير الفلسطينية في التعريف بقضيتها وكسب عطف العديد من الدول الإفريقية والآسيوية والأوروبية التي مكنتها من فتح مكاتب لها في عواصمها.

                                                        * أصدرت منظمة الأمم المتحدة عدة لوائح تندد بالسياسة التوسعية الاسرائيلية وتطالبها بتطبيق القرار 242 الصادر في 22 نوفمبر سنة 1967 الذي ينصّ على ضرورة الانسحاب من الأراضي المحتلة سنة 1967.

                                                        * اعترفت المنظمة الأمميّة بمنظمة التحرير بصفتها الممثل الوحيد للشعب الفسلطيني ومنحتها مركز ملاحظ بالجمعية العامة ودعت ياسر عرفات لإلقاء خطاب على منبرها في نوفمبر 1974.

                                                        تحوّلت القضيّة الفلسطينيّة من مجرد قضيّة لاجئين إلى قضيّة شعب له الحقّ في تقرير مصيره.

                                                        III- تطور المقاومة منذ الثمانينات من القرن العشرين إلى مطلع التسعينات:
                                                        1- اختلال ميزان القوى بين المقاومة والكيان الصهيوني:
                                                        شهدت منطقة الشرق الأوسط في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات أحداثا هامة اثرت بشكل كبير على المقاومة ومن بينها:
                                                        * احتلال إسرائيل لجنوب لبنان سنة 1978.
                                                        * إبرام معاهدة الصلح المنفردة بين مصر وإسرائيل مقابل انسحاب هذه الأخيرة من سيناء.
                                                        * الخروج الاضطراري لعناصر المقاومة وقيادتها من لبنان سنة 1982 بعد الغزو الاسرائيلي له.

                                                        فقدت المقاومة الفلسطينيّة بذلك مواقع انطلاقها لضرب العدوّ الصهيوني وتدعم اختلال ميزان القوى بانهيار الاتحاد السوفياتي سنة 1991 وانفرد الولايات المتحدة الأمريكيّة حليفة إسرائيل الأولى بالزعامة العالميّة.

                                                        2- تعديل الأهداف وطرق النضال:
                                                         قامت منظمة التحرير الفلسطينية سنة 1988 بإدخال تعديلات على ميثاق سنة 1968 وأعلنت قبولها بالتسوية السياسية لقضية فلسطين على أساس قرارات منظمة الأمم المتحدة وخاصة القرار 242 لسنة 1967 الذي يلزم إسرائيل بالانسحاب من الأراضي التي احتلتها إثر حرب 1967 أي الضفة الغربية وقطاع غزة ويعد ذلك اعترافا ضمنيا بدولة إسرائيل. كما أعلنت المنظمة سنة 1988 عن تأسيس دولة فلسطين في المهجر التي قبلت إقامتها على الأراضي المحتلة عام 1967 فحسب. من جهة ثانية غيرت المقاومة طرق نضالها بالتركيز على النضال السياسي الدبلوماسي بهدف كسب تأييد الرأي العام العالمي دون التخلي عن المواجهة للضغط على إسرائيل بواسطة الانتفاضة التي اندلعت سنة 1987 والتي حولت حجارة الأرض الفلسطينية إلى سلاح بأيدي أبنائها.

                                                        3- انطلاق المسار التفاوضي:
                                                         فتحت هذه التحولات المجال أمام الحلّ السلمي عن طريق المفاوضات المباشرة بين الفلسطيين وإسرائيل فانعقد مؤتمر السلم بمدريد سنة 1991 ثمّ توصل الطرفان إلى إمضاء اتفقاية أوسلو سنة 1993 التي نصت على إقامة سلطة فلسطينيّة وطنيّة تشرف على إدارة الضفّة الغربيّة وقطاع غزّة على أن تتواصل المفاوضات من أجل الحل النهائي وإقامة الدولة الفلسطينية.

                                                        لا تزال القضيّة الفلسطينيّة تشغل الرأي العام العربي والدولي ولا تزال الكثير من سفك الدماء والأحزان للشعب الفلسطيني خاصة مع تعنت إسرائيل ورفضها الالتزام بتطبيق قرارات الأمم المتحدة في ظل مساندة مطلقة من الدول الغربيّة وخاصة الولايات المتحدة الأمريكيّة.
                                                            إن وضع تعليقك (أسفل الصفحة) لشكرنا أو لنقدنا يفرحنا كثيرا. ونرجوا منك أن تساهم في نشر كل موضوع ترى أنه أفادك وذلك بالنقر على الزر Partager  (أعلى الصفحة) حتى تعم الفائدة على أصدقائك.
                                                            عودة إلى صفحة: ملخّصات دروس التاريخ للسنة التاسعة أساسي

                                                            القضيّة الفلسطينيّة - القضيّة الفلسطينيّة وأزمة الشرق الأوسط إلى سنة 1956


                                                             القضيّة الفلسطينيّة وأزمة الشرق الأوسط إلى سنة 1956 

                                                            I- تطور الأوضاع في الشرق الأوسط حتى سنة 1947:
                                                            1) الشرق العربي أثناء الحرب العالميّة الثانية:
                                                            اكتسى الشرق العربي خلال الحرب العالميّة الثانية أهميّة بالغة نظرا لموقعه الجغرافي وثرواته النفطيّة خاصة بعد أن بلغت قوّات المحور القوقاز والعلمين فهدّدت بذلك المصالح الانقليزيّة في المنطقة. وقد تمكّنت انقلترا من مجابهة هذا الخطر مستفيدة بمساندة بعض الدول العربيّة لها.

                                                            ففي مصر، أصبحت البلاد، طبقا لبنود معاهدة 1936، قاعدة انقليزيّة خلال الحرب حيث سخّرت كلّ إمكانياتها الاقتصاديّة والبشريّة لصالح المجهود الحربي الانقليزي في الشرق. واغتنمت انقلترا هذه الظروف لتتدخل في الشؤون السياسية المصرية حتى أنها أجبرت الملك فاروق في فيفري 1942 على إعادة حزب الوفد إلى الحكم نظرا لمؤازرته لها. أمّا في العراق فقد سعت الدعاية النازية إلى تأليب العراقيين ضدّ الهيمنة الانقليزيّة التي اشتدّت بغية المحافظة على آبار النفط بالبلاد ممّا جعل المعارضة الوطنيّة للانقليز تنمو خاصة في صفوف الجيش. فنظّم كبار الضباط في أفريل 1941 انقلابا عسكريّا ضدّ حكومة نوري السعيد المتواطئ مع انقلترا. وانبثق عن هذا الانقلاب حكومة جديدة برئاسة أحد الوزراء القدامى رشيد عالي الكيلاني. فاعتبرت انقلترا هذه الحركة امتدادا للنفوذ الألماني واستغلت قرارها القاضي باستعادة القواعد العسكريّة الانقليزيّة في البلاد لتوجه قوات عسكرية هامة للبصرة وتحتلّ بغداد. فسقطت حكومة رشيد عالي الكيلاني واستعادت انقلترا هيمنتها على العراق بعد ان ألفت حكومة موالية لها، وقد اعتمدت انقلترا في ذلك على تأييد أمير شرق الأردن، عبد الله بن الحسين الذي أرسل جيوشه للعراق خدمة للنفوذ الانقليزي بالشرق وطمعا في كسب تأييد انقليزي لتحقيق أطماعه التوسعيّة.


                                                            أمّا في سوريا ولبنان، وبعد هزيمة فرنسا على أرضها أمام ألمانيا، فقد سمح المفوّض السامي الجنرال دانتز (DENTEZ) الموالي لحكومة فيشي، للألمان باستخدام المطارات السوريّة. فاصبحت المواقع الانقليزيّة بالمنطقة مهدّدة بصفة مباشرة ممّا دفع بالقوات الانقليزيّة المعزّزة لقوات "فرنسا الحرّة" بقيادة الجنرال كاترو إلى مهاجمة سوريا ولبنان في جويلية 1941 مع وعد سكّانها بالاستقلال. وبعد أن أطردت قوّات دانتز من سوريا، أعلن الجنرال كاترو والمندوب العام لفرنسا الحرّة، إنهاء الانتداب الفرنسي على سوريا في سبتمبر 1941 ولبنان في نوفمبر 1941. لكن هذا الاستقلال كان شكليا نظرا لتمادي مرابطة الجيوش الفرنسية والانقليزية بالبلاد. وتألفت حكومات وطنية في البلدين غير أن فرنسا سعت في نهاية الحرب لتأمين مصالحها بالجهة بإقامة قواعد عسكرية. فنجم عن ذلك تعدد المظاهرات والإضرابات في سوريا أخدمتها القوات الفرنسية بوحشية بالغة يومي 29 و 30 ماي 1945. لكن تصاعد المعارضة الوطنية السورية أرغم فرنسا على إجلاء قواتها ومنع الاستقلال إلى سوريا في افريل 1946 ولبنان في ديسمبر 1946.


                                                            نظرا للمعطيات الجديدة التي أفرزتها الحرب العالمية الثانية في الشرق الأوسط ولكي تحافظ انقلترا على مكانتها أوعزت للعرب بإقامة تجمع يدعى "الهلال الخصيب" ويضم العراق وسوريا ولبنان وفلسطين ويخضع لنفوذها الاقتصادي خاصة. لكن هذا المشروع أخفق نظرا لعدم موافقة بعض الدول العربية المعنية، ولتطور قضية فلسطين. وأمام هذا الإخفاق عملت انقلترا اعتمادا على الأنظمة العربية الرجعية، على كسب جامعة الدول العربية التي تأسست في مارس 1945 من مصر وسوريا ولبنان، وشرق الأردن والعراق واليمن والعربية السعودية. وقد اتخذت هذه الجامعة القاهرة مقرا لها، وحددت لنفسها عدة أهداف من أبرزها الاهتمام المطلق بقضية فلسطين وتوثيق العلاقات بين الدول العربية، وعدم الالتجاء إلى القوة لفض النزاعات بين الدول الأعضاء.


                                                            2) قضية فلسطين أمام الأمم المتّحدة:

                                                            انتهز الصهيونيون ظروف الحرب فانضم عدد كبير منهم إلى جيوش الحلفاء وتمكّنوا من التدرّب على الأسلحة والأساليب الحربيّة. وعندما أشرفت الحرب على نهايتها نقلت انقلترا الفرقة اليهوديّة المنضوية داخل جيشها إلى فلسطين حيث تمّ تسريحها بعتادها الحربي. فساهمت في تكوين نواة لعدّة عصابات إرهابية "كالهاجانا"، و "شترن". ومن ناحية أخرى تمكن الصهيونيون من كسب مساندة الولايات المتّحدة وخاصة الدوائر السياسية والرأي العام الأمريكي بعد أن رفضوا الكتاب الأبيض الصادر في سنة 1939، خلال المؤتمر المنعقد في ماي 1942. وقد تجلّت هذه المساندة حين قرّر الكنغرس الأمريكي في جانفي 1944 تشجيع الهجرة اليهوديّة إلى فلسطين وقيام دولة يهوديّة لها، وتدعّمت هذه المساندة بتبني هذه المواقف من طرف الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي أثناء الحملة الانتخابيّة الرئاسيّة في أواخر 1944. وفي سبتمبر 1945 أصدع الرئيس توومان رسميا بموقف الولايات المتحدة حين ألح على انقلترا قبول 100.000 مهاجر يهودي لفضّ مشكلة اليهود المتشردين في أوروبا.

                                                            ولقد استغلت انقلترا اهتمام الولايات المتحدة باليهود لتشركها سنة 1946 في لجنة تحقيق تقوم بدراسة أوضاع اليهود وإيجاد حل للمشكلة الفلسطينية. وباشرت اللجنة الانقليزية الأمريكية مهمتها في جو من الاضطرابات التي نظمتها العصابات الصهيونية ضد الفلسطينيين والإدراة البريطانية في فلسطين، وأصدرت في أول ماي 1946 تقريرا يقضي بمنح 100.000 رخصة هجرة لليهود ورفض إقامة دولة يهوديّة أو دولة عربية في فلسطين. ورغم تحيزها لليهود فقد فشلت اللجنة في مهمتها حيث رفض الطرفان الفلسطيني واليهودي هذا التقرير. وبينما عمد الصهيونيون إلى تصعيد الإرهاب في فلسطين بنسف السكك الحديدية، وتدمير الجسور وبث الألغام ونهب المعسكرات الانقليزية وتكثيف الهجرة غير الشرعية. قامت انقلترا بمحاولة أخرى لإيجاد حل للمشكلة فنظمت مؤتمر لندن الذي جمع الفلسطينيين واليهود. وإثر فشل هذا المؤتمر أعلنت انقلترا عن تخليها عن قضية فلسطين وإحالتها على الجمعية العامة للأمم المتحدة في بداية أفريل 1947 ودعتها إلى عقد دورة استثننائية لبحث هذه المشكلة.


                                                            التأمت الجمعية العامة في 25 أفريل 1947 وقررت تأليف لجنة تحقيق تضم إحدى عشر دولة. وبعد معاينة الوضع ودراسته اقترحت اللجنة تقسيم فلسطين إلى دولة عربية ودولة يهودية ووضع القدس والأماكن المقدسة تحت إشراف هيئة الأمم المتحدة. وبعد مناقشة تقرير اللجنة، أقرّت الجمعية العامة في 29 نوفمبر 1947، مشروع التقسيم بأغلبية 33 صوت مقابل 13 صوتا وامتناع عشر دول من بينها انقلترا عن التصويت. 


                                                            II- حرب فلسطين ونتائجها:

                                                            1) هزيمة العرب الأولى أمام إسرائيل: النكبة:
                                                            بعد أن أصدرت الأمم المتحدة قرارها القاضي بتقسيم فلسطين، رفضه العرب نظرا للحيف الذي احتوى عليه، بينما أعلنت انقلترا عن لسان وزير خارجيتها أنها لن تتحمل مسؤولية تطبيق هذا القرار، كما عبرت عن عزمها في سحب قواتها من فلسطين ووضع حدّ للانتداب البريطاني في 14 ماي 1948. أدّت هذه المعطيات الجديدة إلى اختلال الأمن بفلسطين واضطراب الأوضاع حيث تعدّدت الاصطدامات الدامية بين الفلسطينيين والعصابات الصهيونية الإرهابيّة وما أن أعلنت انقلترا إنهاء انتدابها على فلسطين حتى أعلن اليهود في تل أبيب قيام دولة إسرائيل. وتسابق الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي في الاعتراف بالدولة الجديدة إزاء هذا الوضع عارضت الدول العربية المستقلة (سوريا العراق، مصر، شرق الأردن، ولبنان) قيام هذه الدولة فزحفت الجيوش العربية مدعمة بعدد كبير من المتطوعين العرب، إلى فلسطين لحماية السكان العرب من الإرهاب الصهيوني ومساعدة الفلسطينيين على إقامة حكومة وطنية موحدة لفسطين. ورغم انعدام التنظير المحكم والاستعداد الجدي، فقد تمكنت الجيوش العربية من التفوق إذ بلغت القوات المصرية الضواحي الجنوبية للقدس واحتل الجيش العراقي طولكرم وسيطر الجيش السوري على المنطقة الشماليّة واحتلّ جيش شرق الأردن المنطقة العربيّة الواقعة غربي نهر الأردن. وبينما كانت كفّة العرب راجحة تدخل مجلس الأمن بتأثير من الولايات المتحدة الأمريكية وفرض في 19 جوان 1948 على الدول العربية عقد هدنة أولى لمدّة أربعة أسابيع مع حرمان كل فريق من جلب الأسلحة والمحاربين. وعهدت الأمم المتحدة إلى الوسيط الدولي الكونت فولك برنادوت بالإشراف على تنفيذ هذا القرار بمساعدة عدد من المراقبين الدوليين. وفي هذه الأثناء قام الكونت برنادوت بإعداد مشروع يقضي بتوحيد الجزء العربي من فلسطين مع شرق الأردن، أما في الجزء الباقي من فلسطين فتقام دولة يهودية مرتبطة بالدولة العربية بواسطة اتحاد فيدرالي فأقر مجلس الأمن هذا المشروع في 4 جويلية 1948.

                                                            أمّا على الصعيد العسكري فمكّنت الهدنة الصهيونيين من تدارك الوضع بالحصول على كميات ضخمة من جميع أنواع الأسلحة، وبتعزيز قواتهم بالمزيد من المقاتلين والمتطوعين وتدريبهم، وبتنظيم الجيش. بينما لازمت الدول العربية احترام شروط الهدنة خاصة وقد فرضت عليها الدول الأروبية حظر التزود بالسلاح. ولما استؤنف القتال خلال جويلية 1948 انقلب ميزان القوى لصالح القوات الإسرائيلية التي أرغمت الجيوش العربيّة على التراجع والتخلي على مراكزها في جميع الجبهات.


                                                            وتدخل مجلس الأمن وقرّر في جويلية 1948 هدنة جديدة إلاّ أنّ الجيش الإسرائيلي واصل هجومه وركز خرق قرار مجلس الأمن على الجبهة المصريّة. فتدخلت الجيوش اليهوديّة في قطاع غزة وتوغلت داخل حدود مصر في سيناء، وبلغت خليج العقبة وأقامت ميناء ايلات. كما خرق اليهود الهدنة في الشمال وانتزعوا الجليل الغربي. وفي الأثناء عمد الصهيونيون إلى اغتيال الوسيط الدولي برنادوت بالقدس إثر إعداده تقريرا يكشف فيه عن خرق الهدنة من طرفهم.


                                                            قامت الدول العربية، المتحاربة مع إسرائيل، بين فيفري وجويلية 1949 بتوقيع هدنة دائمة مع إسرائيل بعد أن غنمت هذه الأخيرة 6700 كيلو مترا مربعا بالإضافة للمساحة التي خصّصها قرار التقسيم للدولة اليهوديّة. أمّا مملكة شرق الأردن التي أقامها الانقليز في مارس 1921 لصالح عبد الله بن الشريف حسين لمنعه من الثأر لأخيه فيصل المطرود من إسرائيل، فقد ضمت الضفة الغربيّة لنهر الأردن (5000 كلم²) فتكوّنت بذلك منذ 1950 المملكة الأردنيّة الهاشميّة. وخضع قطاع غزة للإدارة المصريّة، بينما بقيت القدس مقسّمة إلى منطقة شرقية تحت الإدارة الأردنية ومنطقة غربية خاضعة لإسرائيل. وحين أصدرت الأمم المتّحدة في ديسمبر 1948 قرارا لتدويل مدينة القدس قبلته الدول العربية بينما رفضه كلّ من الأردن وإسرائيل. أظهرت الحرب العربية الإسرائيليّة الأولى عجز الأنظمة العربيّة وتنافر القادة السياسيين وإيثارهم مصالحهم الشخصيّة على القضيّة الفلسطينيّة.


                                                            2) تشتّت الفلسطينيين:

                                                            لقد نجم عن حرب 1948 تشتت جغرافي للفلسطينيين. وكان المجتمع الفلسطيني قد استهدف إلى التفكك قبل الحرب. فمنذ صدور قرار التقسيم كثفت العصابات الصهيونية خاصة الهاجانا، شترين والارغون عملياتها ضد جيش التحرير العربي، و"اللجان القومية" التي أقامها الفلسطينيون في القرى والمدن وقد ارتكز إرهاب هذه العصابات على اقتراف جرائم فظيعة ضد الفلسطينيين لحملهم على ترك ديارهم والتخلي عن ممتلكاتهم. ففي 9 أفريل 1948 عمد الصهاينة إلى تنظيم مجزرة "ديرياسين" الواقعة في منطقة القدس، حيث داهموا القرية وفتكوا بأهلها وذبحوا حوالي 250 نفرا من سكانها دون تمييز بين الشيوخ والنساء والأطفال. ورغم استنكار الرأي العام العالمي فقد أعادوا نفس الجريمة في قرية "ناصر الدين". كما تجددت هذه الفضائع بعد قيام دولة إسرائيل إذ استهدفت قرية "كفر قاسم" في 29 أكتوبر 1956 لعمليّة تقتيل وحشيّة.

                                                            لقد حققت سياسة الإرهاب أهدافها حيث غادر فلسطين خلال الأربعة أشهر الأولى من سنة 1948 350000 فلسطيني، وتضخم هذا العدد خلال الحرب إذ بلغ 757000 لاجئ التحقوا بالقسم الشرقي من فلسطين وبالدول العربية خاصة الأردن. ولم يبق في الأراضي التي خضعت لدولة إسرائيل إلا 160000 فلسطيني.


                                                            وقد تجمع هؤلاء اللاجئين في مخيمات عانوا فيها ظروف حياة قاسية، وإثر مطالبة اللاجئين والدول العربية بالعودة إلى مناطقهم، أصدرت الأمم المتحدة في ديسمبر 1948 قرارا ينص على ضرورة السماح للاجئين الراغبين في العودة إلى ديارهم وتقديم إسرائيل تعويضا عن الأملاك للذين يبقون خارج إسرائيل. كما أنشأت الأمم المتحدة خلال 1949 وكالة الإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين اتخذت بيروت مقرا لها.


                                                            3) حركة التحرير الوطني الفلسطيني:

                                                            ظلّت القضيّة الفلسطينيّة قضيّة مكبّلة بالغموض والملابسات مضافة إلى عدّة عوامل غير مستقلّة عنها. ففي المجال العالمي اعرتفت معظم الدول بإسرائيل وساعدتها ماديّا وأدبيّا واعتقدت أن كيانها تهدّده الدول العربية وأنّ الفلسطينيين ليسوا إلا لاجئين عربا لهم وطن عربي فسيح قادر على استيعابهم كلهم. والسبب في عطف الرأي العالمي على إسرائيل من جهة واستخفافه بحقوق الفلسطينيين من جهة أخرى راجع إلى الدعاية الصهيونيّة القائمة على استغلال أخطاء العرب ووعودهم بمحق إسرائيل رغم هزائمهم المتكرّرة. 

                                                            ولمّا أدرك الفلسطينيون خاصة بعد هزيمة جوان 1967 أن قضيّتهم ليست قضيّة نزاع بين العرب واليهود إنّما هي قضيّة شعب مستعمر مشرد يكافح من أجل استقلاله وسيادته واسترجاع وطنه وأن شرف الكفاح الوطني من أجل فلسطين يرجع إلى الفلسطينين قبل غيرهم عند ذلك كوّنوا منظمة التحرير الفلسطيني وبدأوا يسجلون أولى انتصاراتهم العسكرية والدبلوماسية. 


                                                            III- تصادم المصالح الإمبريالية بالوعي الوطني:

                                                            رغم حصول دول الشرق الأوسط على الاستقلال السياسي فقد حافظت انقلترا خاصة على امتيازاتها الاقتصادية والاستراتيجية بالجهة، في مناطق استغلال النفط وقناة السويس. وقد اعتمدت انقلترا في ذلك على بقايا الاتفاقيات التي عقدتها مع الأنظمة الملكية في العراق والأردن ومصر. وكانت هذه الأنظمة المحافظة ترتكز على أسس تقليدية هيمن عليها الإقطاعيون فعم الفساد والرشوة الجهاز الإداري. وترتب عن استمرار الهيمنة الاقتصادية الأجنبية، وعجز الأنظمة خاصة العربية بعد عام النكبة، تطور الوعي الوطني حيث أدركت نخبة محلية أن الاستقلال الحقيقي لا يكتمل إلا بثورة شاملة تقوص هذه الأوضاع. وقد عملت هذه النخبة، أصيلة الأوساط الشعبية، على بث هذا الوعي في صفوف الجماهير مستغلة تجمع السكان في المدن وتطور وسائل الإعلام، كما قامت في بعض البلدان بمحاولات جادة لتجسيمه.

                                                            1) أزمة النفط:

                                                            حاولت الدول الغربية الاحتفاظ بمصالحها في الشرق الأوسط خاصة وأن بلدان هذه المنطقة تملك ثروات نفطية طائلة تقدر بحوالي ثلثي الاحتياط العالمي. وقد كانت الشركات النفطية العالمية تدفع جزءا من عائدات النفط إلى الدول المنتجة التي تنفقها في إنجاز مشاريع ذات أهمية بالنسبة لمتطلبات الاقتصاد القومي، أو في رفع مستوى معيشة السكان.

                                                            وقد احتدت المنافسة بين الشركات الانقليزية والأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية حين سيطرت الشركة العربية الأمريكية للنفط (ARAMCO) على 80 بالمائة من إنتاج النفط بالعربية السعودية. ونظرا لهذه المعطيات ولأهمية هذه الثروة الطبيعية فقد حاول بعض الوطنيين بسط مراقبتهم عليها. ففي إيران كانت الشركة الانقليزية الإيرانية (ANGLO-IRANIAN OIL COMPANY) تراقب إنتاج النفط الإيراني. وقد أدت هيمنة هذه الشركة والرغبة الملحة في تأميم إنتاج النفط إلى تكتل الوطنيين الإيرانيين داخل "الجبهة الوطنية" التي تمكنت من الوصول إلى الحكم خلال 1950 وتشكيل حكومة وطنية ترأسها الدكتور مصدق. فقامت هذه الحكومة في سنة 1951 بتأميم إنتاج النفط. لكن الشركات البترولية العالمية قررت مقاطعة النفط الإيراني بينما توصلت الأوساط الامبريالية بتواطئ مع بعض ضباط الجيش الإيراني إلى الإطاحة بالحكومة الوطنية خلال 1953 ومع عودة الشاه الذي فر إلى الخارج استرجعت الدول الغربية سيطرتها على المنطقة حيث عهد لتجمع رأسمالي دولي هيمنت عليه الولايات المتحدة، بتسويق الإنتاج الإيراني للنفط. وهكذا فقد اصطدمت التجربة الإيرانية بقوة الإمبريالية الغربية فمنيت بالفشل.


                                                            2) أزمة قناة السويس:

                                                            حافظ الانقليز على مركزهم في مصر وفقا لمعاهدة 1936 التي خولت لهم الحضور العسكري بمنطقة قناة السويس. وقد دعمت انقلترا هذا الحضور عقب الحرب العالمية الثانية مستغلة فساد الحكم، وانصراف المالك فاروق (بن فؤاد الذي اعتلى العرش منذ 1936) عن تسيير شؤون الدولة، وتنافس الأحزاب السياسية على الحكم. وقد اقترن هذا الانحلال عن تسيير شؤون الدولة، وتنافس الأحزاب السياسية على الحكم. وقد اقترن هذا الانحلال السياسي بتدهور الأحوال الاقتصادية والاجتماعية حيث امتدت الفوارق بين الطبقات الاجتماعية وسيطر الإقطاعيون على الأراضي الزراعية فقد كانت 37 بالمائة من المساحة الجملية لهذه الأراضي ملكا ل 4 بالمائة من مجموع الملاكين فقط. ونتيجة لكل هذه العوامل اشتدت الوعي الوطني لدى المصريين وتفاقمت المعارضة خاصة وقد اعتبر النظام المسؤول الأول عن هذه الوضعية وخاصة على "النكبة". فقام الضباط الأحرار في 23 جويلية 1952 بثورة على النظام الملكي وأرغموا الملك على التنازل عن العرش ومغادرة البلاد. وانبثقت عن الثورة حكومة ترأسها محمد نجيب قامت بحل الأحزاب السياسية وإلغاء الدستور ثم إعلان الجمهورية في 17 جويلية 1953. وخلال 1954 تم تعويض محمد نجيب بجمال عبد الناصر. فوقعت مصر مع انقلترا في أكتوبر 1954 اتفاقية الجلاء عن منطقة القناة التي احتوت على عدة قرارات من أهمها:
                                                            1. تلغى معاهدة التحالف الموقعة في أوت 1936.
                                                            2. يتمّ جلاء جميع القوات البريطانية جلاء تاما عن الأراضي المصرية في مدة لا تزيد عن 20 شهرا من تاريخ توقيع الاتفاق.
                                                            3. تبقى أجزاء من قناة السويس، اتفق عليها الطرفان، في حالة صالحة للاستعمال مع وجود بعض الخبراء الانقليز المدنيين فيها".
                                                            وتطبيقا لهذه الاتفاقية تمّ جلاء 80 ألف جندي بريطاني عن قاعدة قناة السويس.

                                                            ومن جهة أخرى حاولت الحكومة المصريّة تنشيط الاقتصاد. فسنّت الإصلاح الزارعي وحاولت توسيع مساحة الأراضي السقوية ورفع إنتاج الكهرباء ببناء السدّ العالي. وأمام افتقارها إلى الاعتمادات الضرورية لجأت إلى محاولة الاقتراض من البنك الدولي للإنشاء والتعمير. لكن الضغط الغربي جعل هذه المؤسسة ترفض إقراض مصر. فصمم جمال عبد الناصر على وضع حد للسيطرة الأجنبية وخاصة الفرنسية والانقليزية على اقتصاد مصر. وفي 26 جويلية 1956 أعلن جمال عبد الناصر تأميم شركة قناة السويس التي تملك فيها انقلترا وفرنسا (بدرجة أقل) نسبة هامة من الأسهم. وبعد محاولة شل حركة الملاحة عبر قناة السويس عمدت الدولتان بالاتفاق مع إسرائيل إلى شن هجوم ثلاثي على منطقة القناة في أواخر أكتوبر 1956. وإزاء هذا الوضع أنذر الاتحاد السوفياتي الدول المغيرة بالتدخل مباشرة إلى جانب مصر إذا لم تضع حدا لعدوانها. وتحاشيا لصدام العملاقين بالمنطقة أرغمت الولايات المتّحدة، كلاّ من فرنسا وانقلترا على قبول وقف إطلاق النار الذي قرره مجلس الأمن في 6 نوفمبر 1956. ولقد أدى التنديد العالمي بهذه العملية إلى جلاء القوات الأجنبية في جانفي 1957.


                                                            وقد مكنت واقعة قناة السويس النظام العسكري المصري من الرسوخ والدولة الإسرائيلية من التوسع والاتحاد السوفياتي من التدخل في شؤون المنطقة.



                                                            كتاب التاريخ السنة السادسة علوم رياضيات والسابعة آداب الجزء الثاني طبعة 1980


                                                            القضيّة الفلسطينيّة - القضيّة الفلسطينيّة حتى 1945


                                                             القضيّة الفلسطينيّة حتى 1945 

                                                            I- وعد بلفور: 2 نوفمبر 1917:
                                                            1)- الحركة الصهيونيّة:
                                                            استغلت الحركة الصهيونيّة العصبيّة الدينيّة لليهود المعتمدة على أفكار "الشعب المختار" و"المهمة اليهوديّة" أو "المهمة اليهوديّة" و "أرض الميعاد"، فارتكزت على العنصريّة والتوسّع فكانت حركة استعماريّة تطوّرت في نطاق السياسة الاستعماريّة الأروبيّة. فجسم هذا التلاحم تركيز قاعدة الامبرياليّة الأروبيّة في الشرق الأوسط.

                                                            نشأت الحركة الصهيونية خلال القرن التاسع عشر في ظلّ الحركة التوسعية الأروبية واتسمت هذه الحركة في بدايتها باتجاه تعاوني يهودي وكانت أروبا الشرقية مركزا لنموها. وأضفى الصحفي النمساوي "تيودور هرتسل" على الحركة صبغة سياسيّة عندما نشر في سنة 1896 كتابه "الدولة اليهودية" وأعلن في أنّ "الحلّ لجميع مشكلات اليهود المضطهدين في هذا العام، هو قيام الدولة اليهوديّة على رقعة من الأرض متّسعة تكفر أمة محترمة..." وقد تدعّمت هذه الصبغة في المؤتمر الصهيوني الأول الذي انعقد في أوت 1897 بمدينة بال في سويسرا وضمّ 204 نائب في جميع أنحاء العالم. وحدّد هذا المؤتمر هدف الحركة بأنّه "خلق وطن للشعب اليهودي في فلسطين يضمنه القانون العام". ولتحقيق هذا الهدف أوصى المؤتمر:

                                                            • بتشجيع استيطان العمال الزراعيين والصناعيين اليهود في فلسطين.
                                                            • بتنظيم جميع اليهود داخل مؤسّسات محليّة وجامعات عامّة طبقا لقوانين كل بلد.
                                                            • بتنمية الشعور والوعي القوميين لدى اليهود.
                                                            • باتخاذ المساعي التمهيديّة للحصول على موافقة الحكومة لتحقيق هدف الصهيونيّة. 
                                                            كما أنشأ المؤتمر الوكالة اليهوديّة التي عهد لها بتنظيم اليهود في العالم وتوجيههم لتنفيذ هذه القرارات وحاول هرتل استخدام كل الوسائل لحمل الدول الكبرى وخاصة ألمانيا على مساندة الحركة الصهيونيّة. قام في سنة 1901 بالاتصال بالسلطان العثماني عبد الحميد ملتمسا الترخيص بتكوين شركة يهوديّة لاستثمار الأراضي الزراعية بفلسطين لكنّ السلطان رفض رفضا قطعيّا فاتصل اليهود بالحركات الأروبيّة الاستعماريّة ألمانيا وانقلترا وإيطاليا فوعدتهم برعاية مصالحهم في الشرق الأوسط. لكن هذه الدول لم تول أهميّة لأهداف الصهيونيّة ثم أنشأ هرتل الصندوق القومي اليهودي لتوفير رأس مال لشراء الأراضي بفلسطين وإعلانها ملكا ثابتا لليهود.

                                                            وتحت ضغوط الأوساط الماليّة اليهوديّة بدأت انقلترا تهتمّ بالحركة الصهيونيّة فاقترحت في سنة 1902 منح اليهود منطقة العريش، ولكن هذا المشروع فشل بسبب معارضة الحكومة المصريّة واللورد كرومر المعتمد البريطاني في مصر. ثم اقترحت انقلترا منطقة في كينيا عرف بمشروع "أوغندة". فانقسمت الحركة الصهيونيّة بين مؤيد للمشروع ومعارض له مصرّ على التمسّك بفلسطين التي يعتبرها اليهود أرض الميعاد، فرفض المؤتمر الصهيوني العالمي السادس سنة 1903 هذا المشروع.


                                                            2) وعد بلفور:

                                                            بدأت الحركة الصهيونيّة في الانتشار من البلدان التي كان يتمتّع بها اليهود بنفوذ اقتصادي استغلوه لتحقيق أطماعهم. وقد هيّأت الحرب العالميّة الأولى الظروف الملائمة لذلك فركزت الحركة الصهيونيّة نشاطها على الحلفاء وخاصة انفلترا حيث قام حاييم وايزمان بدور رئيسي في التعاون مع انقلترا ومحاولة لحصول على وعد من الحلفاء لتحقيق أهدافهم. ووافقت هذه الطموحات مخططات انقلترا الاستعماريّة في الشرق الأوسط والمتجسّمة في الاتفاقية السريّة "سايكس بيكو" (1916) التي قسّمت تركة "الرجل المريض" إلى مناطق نفوذ.

                                                            ونجح الزعماء الصهاينة في الحصول من الحكومة البريطانية في نوفمبر 1917 على وعد في شكل رسالة من اللورد بلفور وزير خارجية بريطانيا إلى اللورد روتشيلد أظهر فيها تعاطف الحكومة البريطانية مع فكرة إقامة مقر قومي يهودي في فلسطين مع احترام الحقوق المدنيّة والدينيّة لسكّان المنطقة الأصليين. في حين التزمت انقلترا قبل ذلك للشريف حسين الاعتراف باستقلال البلاد العربية ومن ضمنها فلسطين عند انتهاء الحرب العالمية الأولى مكافأة لها على مشاركتها في الحرب إلى جانب الحلفاء. وقد نال هذا التصريح من جهة موافقة إيطاليا وفرنسا وأثار مخاوف العرب. فحاولت انقلترا تهدئة هذه المخاوف عندما أكدت في أوائل 1918 للشريف حسين على عدم منح اليهود حقوقا سياسيّة في فلسطين ولكن مجرد إقامة مستوطنات خاصة باليهود في إطار فلسطين العربيّة، كما طمأنت انقلترا العرب بتنفيذها نقاط الرئيس ولسن. لكنّها فاجأتهم بعد تحرير فلسطين في أواخر الحرب بوضعها تحت الإدارة العسكريّة الانقليزيّة. وخلال انعقاد مؤتمر الصلح بباريس ضبط ميثاق عصبة الأمم الذي نص في المادة 22 على الانتداب وأصنافه وطريقة تطبيقه.


                                                            وفي أفريل 1920 أقرّ مؤتمر سان ريمو هذه المادة إذ وضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني إلى جانب وضع سوريا ولبنان تحت الانتداب الفرنسي. بينما قامت السلط العسكرية بتشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين. وضبطت رسميا المادة 95 من معاهدة "سيفر" المبرمة في أوت 1920 مسؤولية الدولة المنتدبة في فلسطين عن "تنفيذ تصريح بلفور الذي أصدرته الحكومة البريطانية في نوفمبر 1917" وأقرته دول الحلفاء فيما بعد. 


                                                            وقد نصت المادة 22 في ميثاق عصبة الأمم "أن بعض الجماعات التي كانت من قبل تابعة للامبراطوريّة العثمانيّة قد وصلت من الرقي إلى درجة يستطاع معها الاعتراف مؤقتا بكيانها كأمم مستقلّة على أن تتولى المشورة والمعونة الإداريّة لها دولة منتدبة وذلك إلى الوقت الذي تصبح فيه قادرة على الوقوف وحدها، على أن يكون لرغبات هذه الجماعات، الاعتبار الأول في اختيار الدولة المنتدبة". ولكن هذه الرغبات لم تأخذ بعين الاعتبار إذ أقر مجلس عصبة الأمم في جويلية 1922 وثيقة الانتداب الانقليزي على فلسطين التي احتوت على ذكر وعد بلفور وموافقة الحلفاء على إقامة المقر القومي اليهودي وعلى مسؤولية انقلترا في ذلك مع التذكير بالعلاقة التاريخيّة التي تربط اليهود بفلسطين وأسباب إقامة هذا المقرّ لهم. أمّا المادة 2 من هذا الميثاق فقد نصت على أن "تكون الدولة المنتدبة مسؤولة عن وضع البلاد في أحوال سياسية وإدارية واقتصادية تضمن إنشاء الوطن القومي اليهودي (...) وتكون مسؤولة أيضا عن صيانة الحقوق المدنيّة لجميع سكان فلسطين بقطع النظر عن الجنس والدين".


                                                            وهكذا تمكّنت الحركة الصهيونية من تحقيق جزء هام من أهدافها خلال الحرب العالميّة الأولى وأثناء مؤتمر الصلح الذي خيّب أمال العرب في الاستقلال.


                                                            II- سياسة الانتداب البريطانيّة: 

                                                            قامت انقلترا قبل إقرار وثيقة الانتداب من طرف عصبة الأمم باستبدال النظام العسكري بإدارة مدينة يسيرها مندوب سام انقليزي من أصل يهودي ومتحمّس للحركة الصهيونية: هربارت سموئيل. وظهر تحيزه لهذه الحركة دون مراعاة حقوق العرب حين سارع بتعيين اليهود في الوظائف الإدارية السامية وبتشريك اللجنة الصهيونية التنفيذية في إدارة شؤون اليهود. وأوجد هذا المندوب السامي الظروف الملائمة لإقامة المقرّ القيومي اليهودي. 

                                                            1) الهجرة اليهودية:

                                                            سمح المندوب السامي للوكالة الصهيونية العالمية وللوكالة اليهودية التي يرأسها ويزمان لاتخاذ فلسطين مركزا لنشاطهما ومنحهما امتيازات في اختيار اليهود المهاجرين لفلسطين، كما وضعت الإدارة البريطانيّة على ذمة المهاجرين اليهود الأراضي التي انتزعت من العثمانيين وسنت تشريعات نقلت بمقتضاها ملكيّة الأراضي العربيّة إلى الإدارة البريطانيّة التي أسندتها بدورها إلى اليهود، كما رفعت من نسب الضرائب الفلاحية لإجبار الفلاحين الفلسطينيين على التفريط في أراضيهم لتسديد الديون والضرائب المجحفة وقد مكنت بذلك اليهود من الاستحواذ على أخصب الأراضي خاصة السهول الساحليّة والشماليّة.

                                                            واقترن دخول القوات الانقليزيّة بقدوم حوالي 25000 يهودي منحهم المندوب السامي الجنسية الفلسطينيّة، كما وضعت الإدارة البريطانيّة قانون الهجرة الذي سهل لكل يهودي الانتقال إلى فلسطين. ونتيجة لهذه التسهيلات تصاعد عدد اليهود من 83.000 سنة 1922 إلى 174.000 سنة 1931 و474.000 سنة 1941 وهو ما يعادل 3/1 العدد الجملي للسكان. وإزاء استنكار العرب لهذه السياسة عمدت الإدارة البريطانية في آن واحد إلى قمع نضال الشعب الفلسطيني وانتهاج سياسة التضليل والخداع بتكوين لجان التحقيق وإصدار الكتب البيضاء إثر كل انتفاضة شعبية.


                                                            2) سياسة التضليل والخداع البريطانيّة:

                                                            إثر انتفاضة أفريل 1920 ألفت انقلترا لجنة التحقيق العسكرية لتظهر أمام الرأي العام في موقف الحكم لتنظر في أسباب ثورة الفلسطينيين ضد اليهود ومهاجمتهم لهم في القرى. وتشكلت لجنة ثانية إثر انتفاضة الفلسطينين في مارس 1921 عرفت بلجنة "هيكرافت" للتحقيق في أسباب هذه الحوادث. وتجاهلت انقلترا شكاوى العرب التي وردت في تقرير اللجنتين وتمادت في سياسة التهويد.

                                                            ولتبرير ذلك رسمت انقلترا خطة لتحميل العرب مسؤولية عجزها عن إقامة حكم ذاتي في فلسطين لعدم تعامل العرب معها فأصدرت في سبتمبر 1922 الكتاب الأبيض الأول ضمنته دستورا لفلسطين ينص على تكوين مجلس تشريعي متركب من 22 عضوا (10) موظفين انقليز يعينهم المندوب السامي و8 فلسطينين مسلمين منتخبين ومسيحيين (2) منتخبين ويهوديين (2) منتخبين ويعطى هذا الدستور لسياسة التهويد صبغة قانونية ويضمن أيضا هيمنة الانفليز واليهود. رغم معارضة الفلسطيين قام المندوب السامي بتعيين أعضاء المجلس الاستشاري من بين الانقليز واليهود.


                                                            وإثر ثورة أوت 1929 عمدت الإدارة البريطانيّة كعادتها إلى تشكيل لجنة برئاسة ويلتر شو واعتمادا على توصيات هذه اللجنة أصدرت الحكومة البريطانية كتابا أبيض جديدا سنة 1930 تضمن إعادة النظر في الهجرة وتحديدها وتأسيس مجلس تشريعي. وتخوفت انقلترا عند قبول المشروع من طرف الفلسطينيين من حين قاومته الأوساط الصهيونية في أروبا وأمريكا. مما أدى بها إلى التراجع عما اقترحته في الكتاب الأبيض الذي تعهدت فيه بمواصلة تشجيع الهجرة اليهودية فارتفع عدد المهاجرين بسبب اليهود الفارين من الاضطهاد النازي فكان ذلك سببا في ثورة فلسطين الكبرى سنة 1936.


                                                            وأمام اتساع رقعة المقاومة اضطرّت انقلترا إلى تشكيل لجنة ملكيّة برئاسة اللورد بيل وذلك لدراسة الوضع وتفضي أسباب الاضطرابات التي أرجعتها إلى رغبة العرب في الاستقلال ومعارضتهم لإقامة المقر القومي اليهودي، كما اعترضت اللجنة بتناقض تعهدات انقلترا تجاه العرب واليهود خلال الحرب العالمية الأولى وأوصت أخيرا بتقسيم فلسطين إلى ثلاث مناطق:

                                                            • دولة يهودية تضم القسم الساحلي حتى حيفا.
                                                            • دولة عربية تمتد على شرقي فلسطين والساحل الواقع جنوب يافا.
                                                            • منطقة خاضعة لإدارة الانتداب تضم القدس والأماكن المقدسة وبيت لحم والناصرة.
                                                            وعقب ذلك أصدرت الحكومة البريطانية خلال 1937 كتابا أبيض قلبت فيه توصيات لجنة بيل بما في ذلك مشروع التقسيم. لكن هذا المشروع لاقى معارضة شديدة من طرف الفلسطينيين والمؤتمر العربي المنعقد في بلودان بسوريا سنة 1937 إذ طالب المؤتمرون إلغاء وعد بلفور الانتداب البريطاني وبذلك عجزت انقلترا عن تطبيق المشروع الأول للتقسيم.

                                                            وعقب ذلك أصدرت الحكومة البريطانية خلال 1937 كتابا أبيض قبلت فيه توصيات لجنة بيل بما في ذلك مشروع التقسيم. لكن هذا المشروع لاقى معارضة شديدة من طرف الفلسطينيين والمؤتمر العربي المنعقد في بلودان بسوريا سنة 1937 إذ طالب المؤتمرون إلغاء وعد بلفور الانتداب البريطاني وبذلك عجزت انقلترا عن تطبيق المشروع الأول للتقسيم. وفي أوائل 1939 بينما كانت الحرب العالمية الثانية تنذر بالاندلاع كانت بريطانيا تحرص أشد الحرص على مساعدة العرب للحلفاء فدعت إلى عقد مؤتمر لندن الذي حضرته بعض الدول العربية كمصر والسعودية إلى جانب الصهاينة. وعلى إثر هذا المؤتمر صدر الكتاب الأبيض لسنة 1939 يحمل اتجاهات السياسة الجديدة التي أزمعت بريطانيا انتهاجها في فلسطين. فأعلنت عزمها عن تأسيس دولة مستقلة في فلسطين ترتبط ببريطانيا بمعاهدة لمدة عشر سنوات والسماح لعشرة آلاف يهودي بالهجرة إلى فلسطين كل سنة من السنوات الخمس التالية على أن تتوقف بعد ذلك ما لم يسمح العرب باستمرارها وأعلنت الحكومة البريطانية أنه يجب وضع حد لاستملاك اليهود لأراضي جديدة في فلسطين. ولاقى هذا الكتاب ردود فعل عنيفة عند الصهيونيين وتظاهروا احتجاجا عن السياسة البريطانية الجديدة في حين لم تكن ردود الفعل عند العرب كلها مؤيدة. فجاء رفض الصهاينة في المؤتمر المنعقد بنيويورك في ماي 1942 الذي دعى إلى إعادة فتح أبواب الهجرة أمام اليهود إلى فلسطين وإلى تحويل البلاد إلى كومنولث يهودي. وعلى أساس هذا البرنامج تقدمت الوكالة اليهودية من الحكومة البريطانية بالمطالبة التالية:

                                                            • إعلان قرار فوري باعتبار فلسطين دولة يهودية.
                                                            • منح الوكالة اليهودية حق الإشراف على الهجرة اليهودية إلى فلسطين.
                                                            • منح تعويضات عينية من ألمانيا لليهود ليعاد بناء اقتصاد فلسطين.
                                                            • ضمان جميع التسهيلات الدولية لنقل اليهود الراغبين في استيطان فلسطين.
                                                            وجاءت احتجاجات اليهود ضد الكتاب الأبيض لسنة 1939 معلنة عن بداية عهد استخدام اليهود للعنف والمقاومة اليهودية للسياسة البريطانيّة وانتقال مركز النشاط الصهيوني من بريطانيا إلى أمريكا حيث قام الصهاينة بحملات واسعة لتجنيد الرأي العام الأمريكي والكونغرس والحكومة الأمريكيّة لمحاربة الكتاب الأبيض لسنة 1939.

                                                            واعتمد الصهاينة في سياسة القمع على منظمات عسكريّة إرهابية كمنظمة "الهاجاناه" التي تكونت إثر الحرب العالميّة الأولى من اليهود الذين شاركوا في الحرب، وتزايد عدد أفراد هذه المنظمة مع تدفق المهاجرين إلى فلسطين فبلغ عددهم 60.000 في سنة 1946. وانشقت عن "الهاجانه" عصابتا "الارغون" بزعامة "مناحيم بيغين" وعصابة "شتيرن" المتطرفتان. فقامت العصابة الأولى بنسف القطارات ومهاجمة المعكسرات البريطانية لسرقة الأسلحة والقرى العربية وحاولت اغتيال المندوب السامي الفلسطيني في أوت 1944 واغتالت بالقاهرة اللورد مويسن البريطاني المناهض للصهيونية وساعدت الكثير من اليهود في دخول فلسطين بصورة غير شرعية.


                                                            III- الحركة الوطنية الفلسطينيّة حتى نهاية الحرب العالميّة الثانية:
                                                            1) المقاومة قبل الانتداب البريطاني:
                                                            بدأت المقاومة الفلسطينية للهجرة اليهودية إلى فلسطين قبل الانتداب البريطاني بسنوات قليلة. وتخوّف الفلسطينيون وساورتهم الشكوك في نوايا اليهود أمام تصاعد عدد المهاجرين وتأسيس المستعمرات اليهودية الزراعية في الأراضي التي اشتروها من العرب بأثمان باهضة وإنشاء الجمعيات لتشجيع الهجرة كجمعية "محبي صهيون" و"البيلو" (بيت يعقوب) وإحياء اللغة العبريّة. واحتجاجا عن ذلك أرسل الفلسطينيون عريضة إلى السلطان التركي يطالبون فيها بمنع المهاجرين اليهود من دخول البلاد ومنعهم من شراء الأراضي فيها. وبعد سنة 1908 اشتدت هجمات الفلسطينيين على المستعمرات اليهودية في شمال البلاد لكن السلطات العثمانية قامت بحماية اليهود والسماح لهم بتكوين حرس يدافعون بهم عن أنفسهم.

                                                            ثم قام الفلسطينيون بتأليف جمعيات لمقاومة الصهيونيين. فتألف في يافا الحزب الوطني وأرسل المؤتمر العربي الفلسطيني الأول المنعقد بالقدس في فيفري 1919 برقية احتجاج إلى مؤتمر الصلح بباريس ضد وعد بلفور وخاصة ضد معاهدة "سيفر" التي أقرت هذا الوعد. ولم تسفر هذه الاحتجاجات عن أي نتيجة بل تواصلت الهجرة فتظاهر الفلسطينيون وحدثت اشتباكات بينهم وبين اليهود في ماي 1920 في العديد من المدن. وهكذا تتالت الاحتجاجات من مختلف المنظمات العربية استنكارا لوعد بلفور وانعقد المؤتمر الفلسطيني العام قبل منتصف عام 1921 ثلاث مرات.

                                                            2) المقاومة الفلسطينيّة في ظلّ الانتداب:
                                                            خابت آمال الفلسطينيين التي علقوها على مؤتمر الصلح فتطور كفاحهم من أساليب المظاهرات والاحتجاجات إلى أساليب العملية فتوالت الانتفاضات.

                                                            أ- انتفاضة 1921:
                                                            في أول ماي 1921 حدثت اشتباكات كبيرة في مدينة يافا والمنطقة المجاورة أظهرت عداء الفلسطينيين للبرنامج الصهيوني وسخطهم على حكومة الانتداب. وتشابك العرب واليهود في حي المنشية بيافا وامتدت الاشتباكات إلى خارج يافا وهاجم العرب المستعمرات اليهودية واستمرت الاضطرابات 15 يوما. وإثر هذه الانتفاضة نشطت الحركة الوطنيّة الفلسطينيّة فانعقد المؤتمر الفلسطيني الرابع في القدس وأرسل وفدا إلى الحكومة البريطانيّة ترأسه كاظم باشا الحسيني وطالب الوفد بحكم وطني اعتمادا على الوعد الذي قطعته بريطانيا للشريف باشا الحسيني في مراسلاته مع مكماهمون وباقي الوعود والتصريحات الأخرى وإلى المادة 22 من ميثاق عصبة الأمم. لكنّ وزير المستعمرات البريطاني "تشرشل" أنكر أن يكون الوعد الذي قطعته بريطانيا على نفسها للعرب كان يقضي بأن تكون فلسطين ضمن المنطقة العربيّة.

                                                            ب- انتفاضة 1929:
                                                            كانت الفترة من 1925 إلى 1928 فترة هدوء نسبي. فبداية من 1925 تدفق تيار الهجرة فوفد على البلاد 51.000 مهاجرا خلال هذه الثلاث سنوات واتسعت مساحات الأراضي التي كان يملكها الصهيونيون في أخصب مناطق فلسطين. ومنذ 1927 أخذت الوكالة اليهودية تضم الصهيونيون وغيرهم.

                                                            هذه المخاطر التي كانت تهدد العرب كانت العوامل الرئيسية التي أدت إلى انتفاضة عام 1929. أمّا العامل المباشر فكان اعتداء اليهود على حائط المبكى الذي يشكل الجهة الغربية من ساحة الحرم الشريف. فقد قام اليهود بمظاهرة احتجاجا على منع العرب لليهود من إقامة ستائر ومقاعد قرب الحائط فهاجم العرب اليهود في مختلف مناطق فلسطين. وكانت ردود فعل السلط البريطانية عنيفة فأعدمت ثلاثة فلسطينيين.

                                                            ج- الثورة الفلسطينيّة الكبرى لسنة 1936:
                                                            انطلقت الثورة من حادث سطو قامت به عصابة على قافلة من السيارات قتل فيها يهودي فرد اليهود على هذه الحادثة بسلسلة من الاعتداءات والحوادث الاستفزازية خاصة في يافا، فقرّر الزعماء الفلسطينيون شنّ الإضراب العام. فقامت الحكومة البريطانيّة بحشد الجند في البلاد وإصدار قانون الطوارئ ونسف البيوت واعتقال الزعماء. وتحول الإضراب السلمي إلى ثورة منظمة تولى قيادتها فوزي القاوقجي الضابط المتخرج من المدرسة العسكرية باستنبول. وقابلت السلطات ثورة أهل البلاد بإجراءات تعسفيّة شديدة من نهب البيوت والممتلكات واعتقال الشبان الفلسطينيين.

                                                            واستجاب ملوك العرب وحكوماتهم لضغط الرأي العام العرب بوجوب التدخل. وبعد مشاورات وجه الملك ابن مسعود والأمير عبد الله نداءات ذات صيغة واحدة إلى الفلسطينيين تدعوهم إلى الإخلاء للسكينة "معتمدين على حسن نوايا صديقتنا الحكومة البريطانية ورغبتها المعلنة لتحقيق العدل". واستجابت اللجنة العربية العليا لهذه النداءات وأوقفت الإضراب. وأوصت اللجنة الملكيّة البريطانيّة التي وفدت على فلسطين للتحقيق بتقسيم البلاد. واستنكر الزعماء الفلسطينيون توصيات اللجنة الملكيّة فاجتمعوا في مؤتمر بلودان بسوريا بين 8 و10 سبتمبر حضرته عدّة بلدان عربيّة وهي فلسطين وشرق الأردن وسوريا ولبنان والعراق ومصر والحجاز. ورفض المؤتمر التقسيم وأصرّ على إلغاء الانتداب.

                                                            وكانت ثمار الثورة الكتاب الأبيض الذي أصدرته الحكومة البريطانية عام 1939 ورجعت فيه عن سياسة التقسيم. لكن التدخل الأمريكي إلى جانب اليهود والإرهاب الصهيوني في فلسطين أديا إلى إلغاء الكتاب الأبيض.

                                                            غير أن نشوب الحرب العالمية الثانية وحلول التعاون بين الإدارة الفرنسيّة والإدراة البريطانيّة محل التنافس وانضمام الدول العربيّة المجاورة لفلسطين إلى جانب الحلفاء عطّلت الثورة الفلسطينيّة.

                                                            ففي هذه المرحلة من تاريخ الشعب الفلسطيني تظاهرت بريطانيا بالبروز كطرف حيادي في صورة الدولة المنتدية فقط فعمدت إلى الخداع بإيفاد اللجان والتحقيق إثر كل شكوى وانتفاضة عربيّة لتغطية موقفها المتآمر ومهمّتها الرئيسيّة في فلسطين.


                                                            كتاب التاريخ السنة السادسة علوم رياضيات والسابعة آداب الجزء الثاني طبعة 1980